لم يوجد أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم دخل في بدعة ولا خالف السنة ولا جماعة المسلمين،ولا خرج على أئمة الدين بل الصحابة كلهم عدول؛ وذلك لأنهم تلقوا الوحي من النبي مباشرة فوصل الإيمان إلى قلوبهم، فلم يكن إيمانهم عن تقليد بل عن فقه واتباع. القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير الاعمى إذا أراد الصلاة فعليه أن يتحرى القبلة باللمس للحيطان إذا كان صاحب البيت، وإلا فعليه أن يسأل من حضر عنده، فإن لم يكن عنده من يسأله تحرى وصلى بالاجتهاد الغالب على ظنه، ولا إعادة عليه، كالبصير إذا اجتهد في السفر ثم تبين له خطأ اجتهاده فلا إعادة عليه. إن غسل أعضاء الوضوء في اليوم خمس مرات دليل على أن الإسلام جاء بما ينشط البدن وينظفه، كما جاء بما يطهر الروح ويزكيها. فهو دين الطهارة الحسية والمعنوية. تعبير الرؤيا يرجع فيه إلى معرفة أشياء تختص بالرائي وما يتصل به، وكذا معرفة القرائن والأحوال، ومعرفة معاني الكلمات وما يتصل بها لغة وشرعا وما يعبر به عنها، وهذه الأمور ونحوها يختص بها بعض الناس لانشغالهم بمعرفتها وما يدور حولها، فعلى هذا لا يجوز لكل أحد أن يعبر الرؤى، فقد يفهم فهما بعيدا، وقد يأخذ التعبير من اللفظ لا من المعنى فيخطئ في ذلك.
كتاب الروض المربع الجزء الثاني
92278 مشاهدة
الشاة تجزئ عن الرجل وأهل بيته

وتجزئ الشاة عن واحد وأهل بيته وعياله ؛ لحديث أبي أيوب رضي الله تعالى عنه قال: كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته فيأكلون ويُطعمون قال في شرح المقنع: حديث صحيح.


إذًا الشاة الواحدة تطلق على الواحدة من الغنم ضأنا أو معزا، ذكرا أو أنثى. هذا لفظ الشاة عند العرب، فإذا أرادوا التفصيل فالأنثى من المعز اسمها: عنز، والذكر من المعز اسمه: تيس، والأنثى من الضأن اسمها: نعجة، والذكر من الضأن اسمه: كبش، وأما كلمة شاة فإنها تصدق على الجميع. فالعنز تسمى شاة، والنعجة تسمى شاة، والتيس يسمى شاة، والكبش يسمى شاة.
ثم نقول: الشاة الواحدة من الغنم في الأضاحي تجزئ عن رجل وأهل بيته، يأكلون ويتصدقون ويهدون؛ ولو كانوا عشرة أو عشرين، يكتفون بواحدة في ذلك الوقت، ولعل السبب قلة ذات اليد وكثرة العيال وقلة المال؛ فلذلك يكتفون بواحدة وهي رديئة، وإذا أرادوا أن يضحوا بأكثر جاز ذلك. يعني: يجعل للذكور واحدة وللإناث واحدة. يعنى: المكلفين، أو يجعلوا واحدة للأحياء وواحدة للأموات كالآباء والأجداد لا بأس بذلك.
أما إذا قال: عني وعن أهل بيتي ما يحتاج إلى تعداد. لا حاجة إلى أن يعدده ويقول: عني وعن فلان وفلان وفلان.
.. يشركونه في الأجر وإن لم يكن معه في البيت... عني وعن فلان وعن فلان وعن خالي وعن عمي.
.. إذا كان منهم يكتفى بكلمة عني وعن اللي في البيت. نعم.